معاناة الين الياباني وسط نمو الأجور والقلق الاقتصادي

Copy link
URL has been copied successfully!

لقد كان الين الياباني في رحلة مليئة بالتقلبات مؤخراً، وهذا يثير الكثير من الجدل. ارتفع الين مؤخراً مقابل الدولار، مما أدى إلى تكهنات بأن السلطات اليابانية قد تدخلت لدعم عملتها. ولكن بالرغم من ذلك، لم يتغير السبب الأساسي – الفجوة في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة.

الين الضعيف سلاح ذو حدين بالنسبة لليابان. من ناحية، يمكن أن يجعل الصادرات اليابانية أرخص ويعزز أرباح الشركات. ولكن من ناحية أخرى، يمكن أن يضر المستهلكين بزيادة تكلفة الواردات، وهذا أمر كبير لأن 80% من واردات اليابان مسعرة بعملات أجنبية. هذا يعني أن الناس العاديين قد يشعرون بالضغط، حتى في الوقت الذي تحاول فيه البلاد التعافي من سنوات الركود الاقتصادي.

كانت اليابان تعمل بجد لزيادة الأجور، حيث أسفرت مفاوضات الأجور في الربيع هذا العام عن زيادة متوسط قدرها 5.1% – وهي الأعلى منذ 33 عاماً! ولكن هناك نقطة يجب ملاحظتها: التضخم تجاوز هذه الزيادات في الأجور. في الواقع، انخفضت الأجور الحقيقية (المعدلة للتضخم) لمدة 26 شهراً متتالياً، وهو رقم قياسي.

السلطات قلقة من أنه إذا استمر الين في الضعف، فلن تكون الزيادات الأخيرة في الأجور كافية لمواكبة التكاليف المتزايدة. على سبيل المثال، إذا انخفض الين إلى أقل من 170 مقابل الدولار، قد لا ترى الأجور الحقيقية نموًا إيجابيًا حتى النصف الأول من عام 2025.

حتى بعض الشركات تشعر بالضغط. ذكرت شركة في صناعة الأغذية في جنوب غرب اليابان أن ضعف الين يزيد من التكاليف إلى حد أنها قد تضطر إلى تقليل المكافآت الصيفية. وبينما قد ترى الشركات المصنعة الكبيرة زيادة في دخل الموظفين من ضعف الين، قد تشهد الشركات الأصغر وتلك في قطاع الخدمات في الواقع انخفاضًا.

يفضل معظم الشركات التي شملها الاستطلاع سعر صرف يتراوح بين 110 و135 ينًا للدولار. إذا انخفض الين كثيرًا، يخشون أنهم لن يكونوا قادرين على تمرير التكاليف المتزايدة إلى عملائهم، مما يضر بالربحية.

باختصار، بينما لضعف الين بعض الفوائد، فإنه يجلب أيضًا مخاطر وتحديات كبيرة، خاصة للعامل العادي والشركات الصغيرة. تسير الحكومة اليابانية وبنك اليابان على حبل مشدود، محاولين موازنة الإيجابيات والسلبيات لعملة متقلبة.