عصر جديد للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي
تعتمد البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على ثلاثة أعمدة رئيسية: القدرة الحاسوبية، والخوارزميات، والبيانات. في أول عامين بعد إطلاق GPT، كان التركيز الرئيسي على جعل القدرة الحاسوبية أسرع وأكثر كفاءة. استثمرت الشركات في بناء مراكز بيانات ضخمة واستخدمت أدوات قوية مثل الـ GPUs لتعزيز قدرة معالجة الذكاء الاصطناعي. ولكن مع تقدم التكنولوجيا، بدأ اختناق القدرة الحاسوبية يتلاشى. أصبح التركيز الآن على “القدرات الطرفية” (edge capabilities)، أي تعزيز القدرة الحاسوبية مباشرة عند المصدر، مثل الهواتف أو الشبكات المحلية. لعبت تقنية البلوك تشين دوراً في هذا المجال من خلال تحفيز الناس على المشاركة عبر أنظمة تعتمد على الرموز.
من القوة إلى الخوارزميات والبيانات
اليوم، أصبح التركيز منصباً على الخوارزميات والنماذج الخاصة بالذكاء الاصطناعي. هذه النماذج هي بمثابة “العقول” وراء الذكاء الاصطناعي. مع ظهور ابتكارات جديدة، مثل إصدار نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، بدأ التركيز ينحرف من مجرد الحصول على قدرة حاسوبية إلى جعل الذكاء الاصطناعي أكثر رخصاً وكفاءة. التحدي الكبير هنا: هل يمكن لهذه التقنيات الجديدة أن تقلل من تكلفة إنشاء محتوى ذكي؟ وكيف يمكن حل مشاكل مثل استهلاك الطاقة والخصوصية عند تشغيل النماذج الكبيرة للذكاء الاصطناعي؟ رغم أن مشاريع العملات الرقمية لم تؤثر بشكل كبير في هذا المجال بعد، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي يبدو مشرقاً.
مشكلة البيانات: شريان الحياة للذكاء الاصطناعي
يحتاج الذكاء الاصطناعي إلى كميات ضخمة من البيانات ليتعلم ويطور. لكن هناك مشكلة كبيرة هنا، وهي: هل لدينا ما يكفي من البيانات عالية الجودة والمنظمة لتدريب هذه النماذج؟ لقد قامت شركات ضخمة مثل جوجل وفيسبوك بالفعل بالحصول على معظم البيانات العامة المتاحة، مما خلق فجوة فقط الحلول الصحيحة يمكنها ملؤها. التركيز الآن هو على إنشاء بيانات نظيفة وعالية الجودة وكسر الحواجز التي تقف أمام الوصول إلى البيانات الخاصة مع الحفاظ على الأمان.
دور “روم” في الذكاء الاصطناعي والاتصالات
هنا تأتي “روم”، وهي مشروع Web3 يعمل على حل أحد أكبر التحديات في الذكاء الاصطناعي: الحصول على بيانات عالية الجودة. تمتلك شركات الاتصالات كميات ضخمة من البيانات حول سلوك المستخدمين، لكن هذه البيانات مغلقة وغير متاحة حتى لأكبر الشركات التكنولوجية. هذه البيانات يمكن أن تكون حاسمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، لكن الحواجز حولها تجعل الوصول إليها صعباً. “روم” تغير هذا النموذج باستخدام تقنيات Web3 لفتح هذه البيانات وتحويلها إلى مورد قيم يمكن استخدامه من قبل شركات الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الخصوصية والأمان.
اختراق “روم”: نموذج أعمال جديد
الابتكار الكبير في “روم” يكمن في نهجها المختلف في عالم الاتصالات. لقد تبعت شركات الاتصالات التقليدية نفس النموذج القديم للربط مقابل الدفع لعدة سنوات. تقدم هذه الشركات خدمات محلية، مما يعني أن البيانات مجزأة ولا تكون ذات قيمة كبيرة لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة. “روم” تكسر هذا النموذج من خلال تقديم شبكة عالمية عبر OpenRoaming وتقنية eSIM. هذا يسمح للمستخدمين بالوصول إلى الواي فاي العالمي دون رسوم تجوال كما يوفر لشركات الذكاء الاصطناعي البيانات اللازمة لبناء نماذج أكثر ذكاءً.
مساهمات “روم” الرئيسية
- كسر الحواجز البيانية: تمكن “روم” البيانات الخاصة من التنقل بشكل آمن عبر العالم، مما يساهم في تحطيم الحواجز التي أعاقت تطور الذكاء الاصطناعي. وبحلول نهاية 2024، أصبحت “روم” واحدة من أكبر المشاريع في شبكة البنية التحتية الموزعة (DePIN)، بالتعاون مع شركاء لتوسيع مجموعات بيانات الذكاء الاصطناعي.
- الخصوصية والأمان: تضمن “روم” أن البيانات يمكن مشاركتها بشكل آمن دون المساس بالخصوصية. تستخدم تقنيات متقدمة مثل المعرفات الموزعة (DIDs) والاعتمادات القابلة للتحقق (VCs) لحماية المستخدمين أثناء تبادل البيانات عبر الشبكات المختلفة.
- تمكين الوكلاء الذكيين: تسمح “روم” للبوتات الذكية بالتفاعل بسلاسة مع الأجهزة في الإنترنت الأشياء (IoT). هذا يعني أن الوكلاء الذكيين يمكنهم العمل عبر عدة أجهزة، مما يخلق تجربة طبيعية وبديهية حيث يمكنهم التسجيل والرد في الوقت الفعلي.
مستقبل الذكاء الاصطناعي والاتصالات: حضارة جديدة
تقوم “روم” بإحداث ثورة في البنية التحتية للبيانات لعصر الذكاء الاصطناعي عبر شبكتها العالمية المفتوحة والآمنة. من خلال كسر نماذج الاتصالات التقليدية وتعزيز طبقة بيانات الذكاء الاصطناعي، تقوم “روم” بتسهيل دمج مجتمع الذكاء الاصطناعي وتقنيات Web3 من خلال تكنولوجيا ونماذج أعمال مبتكرة. هذه التحولات، التي تقودها “روم”، لا ترفع فقط خدمات الشبكة العالمية ولكنها تكشف عن أولى بوادر حضارة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
لماذا هذا مهم؟
فهم ابتكارات “روم” أمر بالغ الأهمية لأنها تمثل نقطة تحول في كيفية تطور شبكات الاتصالات والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. بما أنك مهتم بالتكنولوجيا والعملات الرقمية، فإن هذا مهم لأنه يظهر كيف أن التقنيات الموزعة لا تغير فقط مجال المالية، بل أيضاً الركيزة الأساسية للصناعات مثل الاتصالات والذكاء الاصطناعي. “روم” تجعل المستحيل ممكناً—تحويل البيانات الخاصة إلى موارد آمنة وقيّمة للذكاء الاصطناعي—ويجب أن تكون على دراية بكيفية تأثير هذه التغييرات على مستقبل العالم الرقمي واستثماراتك.