ظاهرة “الهبوط ثم الانفجار”: لماذا تتفاعل بيتكوين مع الأزمات الاقتصادية بهذا الشكل؟

 السر وراء تقلبات بيتكوين الحادة

هل تساءلت يومًا لماذا تنخفض بيتكوين بشكل حاد أثناء الأزمات الاقتصادية، ثم ترتد بسرعة لتصل إلى مستويات أعلى؟ الأمر ليس فوضويًا؛ بل هو نمط يمكن التنبؤ به. يطلق عليه الرئيس التنفيذي للاستثمار في بيتوايز، مات هوغان، “الهبوط ثم الانفجار”، وهو نمط يشرح لماذا تنخفض بيتكوين في البداية خلال الأزمات، ثم ترتفع بشدة بعدها. فهم هذا النمط يمكن أن يمنح المتداولين ميزة، خاصة في الأوقات المتقلبة مثل الحروب التجارية التي تسببها قرارات ترامب الأخيرة.

فهم السبب: لماذا تهبط بيتكوين خلال الأزمات؟

يشرح هوغان أن بيتكوين تميل إلى الهبوط بشكل أكبر من السوق التقليدي في فترات عدم اليقين الاقتصادي، ولكن التاريخ يُظهر أن هذه الانخفاضات تُمهد الطريق لتحقيق مكاسب ضخمة في وقت لاحق. يعود ذلك إلى الطريقة التي يُقيّم بها وول ستريت الأصول باستخدام طريقة “القيمة الحالية الصافية” (NPV).

1. البيع الجماعي في الأوقات الصعبة – عندما تصدم الأخبار السيئة الأسواق (مثل الرسوم الجمركية لترامب)، يقوم المستثمرون ببيع الأصول العالية المخاطر، بما في ذلك بيتكوين، مما يؤدي إلى انخفاض حاد.
2. تحديد القيمة المستقبلية المخصومة – يقدر المستثمرون القيمة المستقبلية لبيتكوين، ولكنهم يطبقون “خصمًا” بناءً على المخاطر والشكوك في السوق. كلما زاد الخوف، زادت نسبة الخصم، مما يجعل السعر الحالي لبيتكوين أقل.
3. الانتعاش طويل الأمد – بمجرد أن يستقر السوق ويهدأ الخوف، ينخفض عامل الخصم، مما يسمح لبيتكوين بالارتفاع مجددًا.

تشير أبحاث هوغان إلى أن بيتكوين، في المتوسط، ينخفض بنسبة 30% أكثر من مؤشر S&P 500 خلال الأزمات، لكن أولئك الذين يستثمرون أو يشترون بعد التراجع يشهدون مكاسب تصل إلى 190% في العام التالي.

الرسوم الجمركية لترامب وهبوط بيتكوين الأخير

مؤخرًا، فرض ترامب رسومًا جمركية جديدة على الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي. هذا تسبَّب في حالة من الذعر في الأسواق:

• انخفضت بيتكوين بنسبة 30%، من أكثر من 109,000 دولار إلى 76,700 دولار.
• كما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 10%.

على الرغم من الانخفاض القصير الأجل، تشير مؤسسات مثل NYDIG إلى أن بيتكوين يستفيد من الاضطرابات الاقتصادية العالمية على المدى الطويل. مع اضطراب الأسواق التقليدية، تصبح بيتكوين أكثر جذبًا كأداة تحوط ضد عدم الاستقرار.

كيف يمكن لهذا المعرفة أن تساعدك؟

• النصيحة الأولى: الأزمات فرصة للشراء – بيتكوين عادة ما يتبع نمط “الهبوط ثم الانفجار”. المستثمرون الأذكياء يستغلون هذه التراجعات بدلاً من البيع المذعور.
• النصيحة الثانية: فهم عامل الخصم – يعتمد سعر بيتكوين الحالي على التوقعات المستقبلية، التي تُخصم في أوقات الأزمات. ولكن بمجرد أن يخف الخوف، يرتفع السعر مجددًا.
• النصيحة الثالثة: الصورة الأكبر مهمة – قد تؤذي الأحداث القصيرة (مثل رسوم ترامب الجمركية) بيتكوين مؤقتًا، لكن الاتجاهات طويلة الأجل (مثل زيادة التبني وتجميع الحكومات) تدفعه للأعلى.

يعتقد هوغان أن الحكومة الأمريكية إذا بدأت في تجميع بيتكوين، قد يتسبب ذلك في زيادة هائلة في السعر، مما يُشعل “سباق تجميع بيتكوين” بين الدول.

لماذا هذا مهم لزيادة معرفتك؟

إذا كنت جادًا في تداول العملات الرقمية واستثمارها، فإن فهم نمط “الهبوط ثم الانفجار” يمكن أن يساعدك في اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً. بدلاً من الخوف من الأزمات، يمكنك استخدامها كفرص للشراء بسعر مخفض وركوب الموجة القادمة من الارتفاع.

كما يقول هوغان ببساطة: “لم أكن يومًا أكثر تفاؤلاً.” إذا تكرر التاريخ، فقد تكون تراجعات اليوم هي مكاسب الغد الأكبر.