الانهيار في السوق: ماذا حدث؟
البيتكوين والإيثيريوم تعرضا لانخفاض كبير، وليس بسبب اختراق أو فضيحة متعلقة بالعملات المشفرة. السبب الحقيقي هو إطلاق دونالد ترامب لحرب تجارية. الرئيس الأمريكي فرض 25% ضرائب جمركية على واردات كندا والمكسيك ورفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 20%، مما هز الاقتصاد العالمي. ونتيجة لذلك، تراجع البيتكوين بنسبة 10%، بينما انخفض الإيثيريوم بنسبة 14.7%، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2023.
لكن لماذا يعتبر هذا مهمًا للعملات المشفرة؟ هل البيتكوين ليس من المفترض أن يكون ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية؟ دعنا نشرح ذلك.
الخطوة 1: فهم تأثير “المخاطر العالية”
عندما تحدث أحداث اقتصادية كبيرة، يستجيب المستثمرون بطريقتين مختلفتين:
- المخاطر العالية (Risk-On) – عندما يكون السوق متفائلًا، يقوم المستثمرون بشراء الأصول العالية المخاطر مثل الأسهم والعملات المشفرة.
- المخاطر المنخفضة (Risk-Off) – عندما تحدث حالة من عدم اليقين، يتخلصون من الأصول عالية المخاطر ويتجهون إلى الملاذات الآمنة مثل النقد، الذهب، أو السندات الحكومية.
تصريحات ترامب العدوانية بشأن الرسوم الجمركية أثارت رعب الأسواق، فقام المستثمرون بالتخلي عن العملات المشفرة والأصول العالية المخاطر.
الخطوة 2: دور البيانات الاقتصادية السلبية
إذا لم تكن الرسوم الجمركية كافية، جاءت البيانات الاقتصادية السيئة لتزيد الطين بلة:
- تباطؤ نمو الاقتصاد الأمريكي – توقعات الناتج المحلي الإجمالي انخفضت إلى -2.8%، مما أثار مخاوف من الركود.
- ضعف بيانات التصنيع – أظهر مؤشر ISM PMI أن التوظيف والطلبيات الجديدة في تراجع، مما يشير إلى أن الشركات تعاني.
هذه الضربة المزدوجة من الأخبار السيئة زادت من القلق، مما أدى إلى انخفاض البيتكوين والإيثيريوم.
الخطوة 3: “شهر العسل” للعملات المشفرة انتهى
قبل أيام قليلة، قام ترامب بدعم السوق من خلال إعلان خطة ل إضافة البيتكوين إلى احتياطيات الولايات المتحدة. وكان المستثمرون متحمسين، مما دفع البيتكوين للارتفاع. لكن الآن، تم محو هذا التفاؤل بالكامل بسبب المخاوف الاقتصادية التي أصبحت هي الموضوع الرئيسي.
قال أحد المحللين بوضوح:
“لم يدم زخم العملات المشفرة طويلاً حيث أن البيانات الاقتصادية الضعيفة وتصريحات ترامب حول الرسوم الجمركية تسببت في انخفاض الأصول ذات المخاطر العالية.”
هذا يظهر مدى حساسية العملات المشفرة للتطورات الاقتصادية والسياسية الكبرى.
الخطوة 4: صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والإرهاق في السوق
سبب آخر لل البيع المكثف؟ العملات المشفرة كانت في رالي ضخم منذ عام 2022—البيتكوين قفز أكثر من 600%! لكن هذا النوع من النمو ليس مستدامًا إلى الأبد.
- تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة تتباطأ – يوم الجمعة الماضي، سجلت صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين في الولايات المتحدة 94 مليون دولار تدفقات داخلة. لكن بحلول يوم الإثنين، شهدت 74 مليون دولار من التدفقات الخارجة.
- الإيثيريوم يتعرض لخروج الأموال – فقدت صناديق الإيثيريوم في الولايات المتحدة 12.1 مليون دولار، مما يزيد من سلسلة التدفقات الخارجة لمدة ثمانية أيام.
هذا يعني أن المستثمرين الكبار بدأوا في أخذ الأرباح، مما يزيد من الضغط على الأسعار.
لماذا هذا مهم لك؟
إذا كنت جادًا في تداول أو استثمار العملات المشفرة، تعلمك هذه الأحداث ثلاثة دروس رئيسية:
- الاقتصاد الكلي يؤثر على العملات المشفرة – الرسوم الجمركية، التضخم، مخاوف الركود—كل هذه الأمور تؤثر على البيتكوين والإيثيريوم كما تؤثر على الأسهم.
- العملات المشفرة ليست دائمًا ملاذًا آمنًا – عندما يسود الذعر، يقوم المستثمرون ببيع البيتكوين تمامًا مثل أي أصل آخر.
- دورات السوق مهمة – بعد فترة طويلة من صعود الأسعار، تحدث تصحيحات. إذا لم تكن مستعدًا لها، ستُصاب بالخسارة.
ما الذي سيحدث الآن؟
ترامب لديه قمة حول العملات المشفرة قادمة، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن مزيد من السياسات. إذا استمر في تبني سياسات داعمة للعملات المشفرة، قد يتعافى السوق. لكن إذا تزايدت مخاوف الركود، فمن المتوقع أن تستمر الاضطرابات.
الكلمات الرئيسية لتتذكرها:
- الرسوم الجمركية – ضرائب على الواردات تؤدي إلى اهتزاز الأسواق.
- المخاطر المنخفضة (Risk-Off) – عندما يبيع المستثمرون الأصول عالية المخاطر بسبب عدم اليقين الاقتصادي.
- خروج الأموال من صناديق الاستثمار المتداولة – عندما يخرج المال من صناديق الاستثمار في العملات المشفرة، مما يزيد الضغط على الأسعار.
- مخاوف الركود – تباطؤ الاقتصاد الذي يجعل المستثمرين يشعرون بالقلق.
هذه دعوة للاستيقاظ لأي شخص في سوق العملات المشفرة: الأمر ليس فقط عن أخبار البيتكوين والإيثيريوم—السياسة العالمية والاقتصاد يلعبان دورًا كبيرًا أيضًا. كن على اطلاع، أو ستتخلف.
