العنوان الجذاب: أزمة في سوق العملات الرقمية تحتاج إلى 160 مليون دولار – بسرعة!
تخيل أن تطلق مشروعًا في عالم العملات الرقمية بحيث يكاد يُفلس الشركة التي تدير العمليات المالية له بين عشية وضحاها! هذا ما حدث عندما وجدت MoonPay، منصة الدفع المشهورة للعملات الرقمية، نفسها في حاجة ماسة إلى 160 مليون دولار لتلبية الطلب على ميمكوين ترامب (TRUMP)، العملة الرقمية الخاصة بالرئيس الأمريكي السابق. إذا لم تتمكن من الحصول على المال في عطلة نهاية الأسبوع، كان من الممكن أن تنفد أموالها وتترك آلاف المستخدمين في حالة من الفوضى.
هنا تدخل مايك نوفوغراتز (الرئيس التنفيذي لشركة Galaxy Digital) و براد غارلينغهاوس (الرئيس التنفيذي لشركة Ripple)—اثنان من الأسماء الكبيرة في عالم العملات الرقمية اللذان قفزا لإنقاذ الموقف. ولكن كيف وصلنا إلى هنا؟
الخطوة 1: بداية هوس ميمكوين TRUMP
في الليلة التي سبقت تنصيب ترامب (في 20 يناير)، أُقيم حدث ضخم يسمى “كرنفال التشفير” في واشنطن. وفي هذا الحدث، تم إطلاق TRUMP، الميمكوين المبني على شبكة Solana.
- خلال ساعة واحدة، قفزت قيمة TRUMP السوقية إلى 4.6 مليار دولار.
- وفي ذروتها، وصلت القيمة الإجمالية المبدئية للعملة (FDV) إلى 75 مليار دولار، متجاوزة مؤقتًا Dogecoin (DOGE)!
- 750,000 مستخدم جديد تدفقوا لشراء TRUMP، باستخدام منصة MoonPay كوسيلة الدفع الوحيدة.
المشكلة؟ MoonPay لم تكن جاهزة لهذا الحجم من الطلب. كانت سيولتها (الأموال التي تستخدمها لإتمام المعاملات) محتجزة في حسابات BlackRock—وهي مؤسسات مالية تقليدية (TradFi) لا تعمل خلال عطلات نهاية الأسبوع.
ثم تفاقمت الأمور…
الخطوة 2: تأثير MELANIA يدمّر النظام
كما لو أن الأمور لم تكن مجنونة بما فيه الكفاية، أطلقَت ميلانيا ترامب عملتها الرقمية الخاصة بها، MELANIA في اليوم التالي.
- هذا أدى إلى بيع ضخم لـ TRUMP، مما أدى إلى انهيار سعرها.
- خوادم MoonPay كانت محطمة، مثل هجوم DDoS (عندما يتم إغراق النظام بعدد هائل من الطلبات).
- أدركوا أنهم بحاجة إلى 50 مليون دولار على الأقل بحلول منتصف الليل، ثم 100 مليون دولار حتى يتمكنوا من الحفاظ على سير العمل.
في هذه اللحظة، كانت MoonPay على وشك نفاد الأموال. رئيس الشركة، كيث جروسمان، أرسل رسالة إلى مايك نوفوغراتز (الرئيس التنفيذي لشركة Galaxy Digital)، الذي وافق فورًا على مساعدتهم.
الخطوة 3: نجمة العملات الرقمية تنقذ MoonPay
عندما كانت MoonPay على وشك نفاد الأموال، تدخل نوفوغراتز:
- قامت Galaxy Digital بمراجعة حسابات MoonPay وتأكدت من أن الأموال محتجزة في حسابات BlackRock.
- الرئيس التنفيذي لـ MoonPay قدم ضمانًا شخصيًا، بما في ذلك بيع بعض من عملاته البيتكوين، للحصول على القرض.
- بحلول الساعة 11 مساءً يوم السبت، أرسلَت Galaxy أول 100 مليون دولار لمساعدة MoonPay.
هل انتهت الأزمة؟ ليس بعد.
بحلول صباح يوم الأحد، قفزت قيمة TRUMP إلى 70 مليار دولار، و MoonPay كانت بحاجة إلى 60 مليون دولار إضافية بسرعة.
هذه المرة، تواصل رئيس MoonPay مع براد غارلينغهاوس (الرئيس التنفيذي لشركة Ripple). استجاب غارلينغهاوس على الفور، وأشار إلى أنه يمكن إرسال الأموال بسرعة أكبر من خلال إرسالها إلى Galaxy، التي بدورها سترسلها إلى MoonPay.
- بحلول الساعة 11:58 صباحًا يوم الأحد، كانت الأموال قد وصلت إلى MoonPay.
- بحلول الساعة 2:58 مساءً يوم الثلاثاء، كانت MoonPay قد سددت القروض بالكامل.
الدروس الرئيسية: لماذا هذا مهم لمتداولي العملات الرقمية؟
- السيولة هي الأساس 🏦
- بغض النظر عن حجم المشروع، إذا كانت السيولة غير متوفرة أو محجوزة، يمكن أن يدمر النظام بأسره.
- MoonPay كانت بوابة أساسية لتداول TRUMP، مما يوضح كيف أن منصات العملات الرقمية المركزية تسيطر على الوصول إلى الأصول الرقمية.
- الميمكوينات يمكن أن تُحدث فوضى في السوق 🚀
- إطلاق ميمكوين واحد تسبَّب في هوس تجاري ضخم عبر السوق.
- TRUMP و MELANIA أظهرا كيف أن العملات الرقمية والسياسة أصبحتا مرتبطتين بشكل عميق.
- اللاعبون الكبار ينقذون السوق 💰
- لولا تدخل Galaxy و Ripple، لكان من الممكن أن تُفلس MoonPay، مما يؤدي إلى إغلاق الوصول للمستخدمين الجدد.
- الاستثمار المؤسسي في العملات الرقمية لا يزال أساسيًا لضمان السيولة في الحالات الطارئة.
- السرعة هي الأهم في العملات الرقمية ⏳
- تمت عملية الإنقاذ بأكملها في غضون 48 ساعة، مما يوضح سرعة تحرك السوق.
- إذا انتظرت MoonPay حتى يوم الاثنين، كان بإمكانها أن تنهار.
الفكرة النهائية: مستقبل العملات الرقمية يعتمد على السيولة والموثوقية
هذا الحدث يثبت كم أن حتى منصات العملات الرقمية الكبرى قد تكون هشة في فترات الزيادة الهائلة في حجم المعاملات. تمكنت MoonPay من جذب 750,000 مستخدم جديد في أسبوع، ولكن لولا تدخل Galaxy و Ripple، لكانت هذه العملية قد انهارت.
كمتداول، الدرس المهم هو: كن دائمًا على دراية بمخاطر السيولة، تقلبات الميمكوينات، وأهمية الدعم المؤسسي. عندما يضرب العاصفة التالية في عالم العملات الرقمية، السؤال هو—من سيكون جاهزًا؟
