قرار خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي يسبب اهتزازاً كبيراً في سوق العملات الرقمية، مع هبوط البيتكوين بأكثر من 10%
استمر سوق العملات الرقمية في الانخفاض الحاد منذ أن أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض الفائدة بمقدار 0.25% في 18 ديسمبر 2024. رغم أن الكثيرين كانوا يتوقعون هذا القرار، فإن رد فعل الأسواق كان بعيداً عن الإيجابية. انخفضت القيمة السوقية العالمية للعملات الرقمية بنسبة تقارب 12% في 24 ساعة فقط، لتصل إلى 3.33 تريليون دولار. بينما انخفضت عملة البيتكوين، التي عادةً ما تكون مؤشراً لبقية السوق، بأكثر من 10%.
لكن لماذا حدث هذا الانخفاض الكبير؟ في الواقع، خفض الفائدة وحده عادةً لا يتسبب في هذا الانخفاض الحاد. العامل الرئيسي هنا يكمن في ما قاله رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال مؤتمره الصحفي بعد الإعلان عن القرار. رغم خفض الفائدة، أشار باول إلى أن الخفض في الفوائد المستقبلية سيكون أبطأ مما كان متوقعاً، كما أنه أشار إلى نهج أكثر تشدداً في التعامل مع التضخم. وهذا يعني أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون أكثر حذراً وأقل عدوانية في خفض الفائدة في المستقبل، مما يبقي تكاليف الاقتراض مرتفعة ويثبط شهية المستثمرين.
التأثير العميق: لماذا يهم ذلك سوق العملات الرقمية وأنت؟
الأمر ببساطة هو أن العملات الرقمية مثل البيتكوين تُعتبر عادةً من الأصول “المخاطرة”. عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة أو عندما يوجد شكوك بشأن الخفض المستقبلي لأسعار الفائدة، يميل المستثمرون إلى التراجع عن الاستثمارات عالية المخاطر، مثل العملات الرقمية. ولهذا السبب، شهدنا بيعاً مكثفاً للعملات الرقمية وانخفاضاً في السوق. وهذا ما يحدث الآن بسبب إشارات باول بشأن خفض الفائدة البطيء وتعديل توقعات التضخم لعام 2025 (زيادة توقعات التضخم الأساسية من 2.2% إلى 2.5%)، مما جعل المستثمرين متخوفين بشأن المستقبل.
النقاط الرئيسية التي يجب أن تتذكرها:
- خفض الفائدة والنهج المتشدد: خفض الاحتياطي الفيدرالي الفائدة بمقدار 0.25%، لكن تصريحات باول حول الحذر وابطاء الخفض المستقبلي جعلت المستثمرين متخوفين، مما أدى إلى انهيار سوق العملات الرقمية.
- انخفاض سعر البيتكوين: انخفض سعر البيتكوين بأكثر من 10% منذ الإعلان عن خفض الفائدة. هذه هي ردود فعل السوق على عدم اليقين في الأسواق العالمية، مع إمكانية حدوث مزيد من الاضطرابات في المستقبل.
- خروج الأموال من الصناديق المتداولة في البورصة: شهدنا أكبر خروج للأموال من صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة، حيث خرج منها 680 مليون دولار، مما يظهر أن المستثمرين بدأوا في سحب أموالهم.
- لماذا يهم ذلك: عندما يتحدث الاحتياطي الفيدرالي عن التضخم وقرار خفض الفائدة، فإن ذلك يؤثر على الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية. ببطء خفض الفائدة يعني أن تكاليف الاقتراض ستظل مرتفعة ولن يكون هناك رغبة كبيرة في الاستثمار في الأصول مثل البيتكوين.
- النظرة المستقبلية: يعتقد المحللون أن البيتكوين قد يجد دعماً في نطاق يتراوح بين 90,700 إلى 91,000 دولار، ولكن السوق يحتاج إلى الاستقرار قبل أن نتوقع أي تحركات شراء بعد الانخفاض.
لماذا يجب أن تهتم؟
إذا كنت تفكر في دخول سوق العملات الرقمية أو إذا كنت بالفعل مستثمراً فيه، فإن فهم كيفية تأثير قرارات البنوك المركزية مثل هذا على السوق أمر بالغ الأهمية. سياسات الاحتياطي الفيدرالي تؤثر بشكل كبير على البيئة الاقتصادية، وعندما يتخذون قرارات تؤثر على أسعار الفائدة، قد يؤدي ذلك إلى تغييرات كبيرة في سلوك المستثمرين.
قد يكون هذا التراجع فرصة لأولئك الذين يفهمون دورات السوق ومستعدون للتحرك عندما يستقر السعر. كما أنه يذكرنا بأنه حتى في عالم العملات الرقمية، تلعب العوامل الخارجية مثل التضخم والسياسات النقدية دوراً كبيراً. البقاء على اطلاع بهذه الاتجاهات يمكن أن يعطيك ميزة تنافسية، مما يساعدك على اتخاذ قرارات استثمارية أكثر ذكاءً.
في النهاية، يعتبر هذا المقال بمثابة جرس إنذار بشأن حقيقة سوق العملات الرقمية. ليس الأمر مجرد امتلاك أصولك وانتظار الأفضل—بل يجب أن تكون قادراً على قراءة الإشارات الاقتصادية وفهم كيفية تأثير الأحداث الكبرى مثل قرارات خفض الفائدة على السوق، لأنها قد تكون المفتاح لتحقيق أرباح مستقبلية.