شهدت بيتكوين ارتفاعًا كبيرًا في الأشهر الأخيرة، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 99 ألف دولار في نوفمبر 2024، قبل أن تشهد انخفاضًا حادًا إلى 92 ألف دولار في تصحيح مفاجئ. في البداية، كان الكثيرون يعتقدون أن المستثمرين المؤسسيين أو صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) هي التي تسببت في هذا التراجع. لكن بعد فحص البيانات، تبين أن السبب الحقيقي وراء هذا التصحيح كان مصدرًا مفاجئًا: حاملو بيتكوين على المدى الطويل، أو “الحاملون” وليس المؤسسات أو صناديق الاستثمار المتداولة.
فهم التصحيح: دور الحاملي العملات على المدى الطويل
إليك المفاجأة: لم يكن سبب انخفاض سعر بيتكوين هو تدفق الأموال من كبار المستثمرين المؤسسيين أو صناديق الاستثمار المتداولة، كما كان يعتقد البعض. بل كان السبب في الواقع هو تصرفات حاملي بيتكوين على المدى الطويل – أولئك الذين يمتلكون بيتكوين منذ فترة طويلة وعادة ما لا يبيعونها في فترات تقلب السوق. ولكن عندما قرروا بيعها، أدى ذلك إلى ضغط بيع كبير.
- الحاملون (Hodlers): هؤلاء هم الأشخاص الذين اشتروا بيتكوين منذ سنوات وما زالوا يحتفظون بها حتى الآن، بغض النظر عن تقلبات السوق.
- ضغط البيع: يشير هذا المصطلح إلى الكمية الكبيرة من بيتكوين التي تم بيعها، مما يسبب انخفاضًا في السعر عندما يقرر الكثير من الناس بيعها في نفس الوقت.
صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs): ليست هي السبب الرئيسي
ومن المثير للاهتمام أن صناديق الاستثمار المتداولة لم تكن هي التي تسببت في الضغط البيعي. في الواقع، كانت صناديق الاستثمار المتداولة هي التي امتصت معظم ضغط البيع الناتج عن الحاملي العملات على المدى الطويل. هذا يعني أنه بينما كان حاملو بيتكوين يبيعون عملاتهم، كانت صناديق الاستثمار المتداولة هي التي ساعدت في تحقيق توازن السوق عن طريق شراء الكثير من تلك البيتكوين.
- صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs): هي صناديق استثمارية تمتلك بيتكوين وتسمح للمستثمرين بشراء حصص من الصندوق بدلاً من شراء البيتكوين مباشرة. في هذه الحالة، ساعدت صناديق الاستثمار المتداولة في استقرار السوق عن طريق امتصاص الضغط البيعي.
وشرح كايل دو بليسي، وهو متداول في العملات الرقمية، أن حاملي بيتكوين على المدى الطويل باعوا ما يقارب 128,000 بيتكوين، لكن صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة استوعبت 90% من هذا الضغط البيعي، مما ساعد في منع السعر من الانخفاض أكثر.
لماذا يعد هذا مهمًا بالنسبة لانتعاش بيتكوين؟
في الواقع، قد يكون هذا التصحيح أمرًا جيدًا لبيتكوين على المدى الطويل. فقد أصبح السوق أكثر سخونة، مع زيادة الرافعة المالية (المال المقترض) في أسواق العملات الرقمية. يساعد تصحيح مثل هذا في إزالة بعض هذا الفائض من الرافعة المالية، مما يجعل السوق أكثر استقرارًا وصحة للنمو المستقبلي.
- الرافعة المالية: هي عندما يقترض المتداولون المال من أجل القيام بمراهنات أكبر على تحركات الأسعار. على الرغم من أنها يمكن أن تزيد الأرباح، فإنها تزيد أيضًا من المخاطر، وعندما يكون هناك الكثير من الرافعة المالية، يمكن أن تؤدي التراجعات الحادة إلى خسائر كبيرة.
ما الذي سيحدث بعد ذلك لبيتكوين؟
على الرغم من التراجع الأخير، لا يزال العديد من المحللين يتوقعون أن يصل سعر بيتكوين إلى 100 ألف دولار قبل نهاية العام. لا يزال الطلب المؤسسي قويًا، ويعد الاهتمام المتزايد بصناديق الاستثمار المتداولة أحد العوامل الرئيسية في هذا الارتفاع السعري. ومع ذلك، فإن هذا التصحيح يذكرنا بأن سعر بيتكوين يمكن أن يتأثر بشدة بتصرفات حاملي العملات على المدى الطويل، الذين قد يقررون البيع عندما يشعرون أن الوقت قد حان لتحقيق الأرباح.
النقاط الرئيسية التي يجب تذكرها:
- الحاملون كانوا وراء التصحيح الأخير في السعر من خلال بيع كميات كبيرة من بيتكوين.
- صناديق الاستثمار المتداولة استوعبت معظم الضغط البيعي وساعدت في استقرار السوق.
- التصحيح في السوق: هذا التراجع قد يعزز انتعاش بيتكوين على المدى الطويل من خلال تقليص الرافعة المالية الزائدة في السوق.
- ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ يتوقع المحللون أن تصل بيتكوين إلى 100 ألف دولار قريبًا، مدفوعة بالطلب المؤسسي وصناديق الاستثمار المتداولة.
لماذا هذا مهم لك؟
فهم القوى التي تؤثر على تقلبات أسعار بيتكوين هو أمر أساسي إذا كنت تفكر في الاستثمار أو التداول في العملات الرقمية. إذا كنت تعلم أن حاملي بيتكوين على المدى الطويل هم الأكثر عرضة للبيع خلال فترة الارتفاعات، يمكنك التنبؤ بشكل أفضل بالتصحيحات المحتملة واتخاذ قرارات استثمارية أكثر ذكاء. بالإضافة إلى ذلك، فإن فهم دور صناديق الاستثمار المتداولة يعطينا فكرة عن كيفية تشكيل المستثمرين المؤسسيين للسوق. هذه المعرفة تساعدك على التنقل في سوق العملات الرقمية بشكل أكثر فعالية وتطوير استراتيجية أقوى لاستثماراتك.
في عالم بيتكوين المتغير باستمرار، لا تدور القصة فقط حول المستثمرين الكبار، بل أيضًا حول فهم الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التحركات، وسلوكهم، وكيفية تفاعل السوق معها. من خلال مراقبة هذه العوامل، يمكنك التقدم على غيرك واتخاذ قرارات أفضل.