العنوان الجذاب: تخيل مستقبلاً يمكن فيه لنموذج ذكاء صناعي ضخم أن يغير الصناعات ويعزز الخصوصية ويعطي الناس السيطرة على التكنولوجيا بدلاً من الشركات الكبرى. نير بروتوكول يراهن على هذه الرؤية من خلال إطلاق مشروع ثوري لبناء أكبر نموذج ذكاء صناعي مفتوح المصدر على الإطلاق، أكبر بـ3.5 مرة من نموذج لاما التابع لشركة ميتا. إليك لماذا قد تكون هذه الخطوة التالية في تطور الذكاء الصناعي والعملات المشفرة.
فهم الصورة الكبيرة: ما الذي تخطط له نير بروتوكول؟
أعلنت نير بروتوكول، وهي منصة تعتمد على تقنية البلوكشين، عن خطة ضخمة خلال مؤتمرها “ريدكتيد” في بانكوك. يهدف المشروع إلى إنشاء أكبر نموذج ذكاء صناعي مفتوح المصدر في العالم بحجم 1.4 تريليون معلمة. ببساطة، المعلمة في الذكاء الصناعي هي مثل الإعدادات أو القواعد التي تساعد الذكاء الصناعي على فهم البيانات والتعلم منها. كلما زاد عدد المعلمات، كلما أصبح النموذج أقوى وأكثر قدرة.
لتوضيح الأمر، هذا النموذج الجديد من نير سيكون أكبر بـ 3.5 مرة من نموذج “لاما” التابع لشركة ميتا، وهو نموذج مفتوح المصدر شهير بالفعل. ولكن المشروع لا يقتصر على الحجم فقط، بل يتعلق بجعل تكنولوجيا الذكاء الصناعي مفتوحة ومتاحة للجميع ولامركزية.
الكلمات الرئيسية التي يجب أن تتذكرها:
- المعلمة: إعداد يستخدمه الذكاء الصناعي لفهم البيانات واتخاذ القرارات.
- مفتوح المصدر: البرمجيات التي يمكن للجميع الوصول إليها وتعديلها وتحسينها.
- الشبكة اللامركزية: شبكة لا تمتلك أي جهة واحدة فيها السيطرة الكاملة، مما يجعلها أكثر أمانًا وخصوصية.
كيف سيتم بناء هذا النموذج؟ خطوات المشروع
- البحث والتطوير الجماعي:
- سيتم تطوير النموذج من خلال مركز أبحاث الذكاء الصناعي التابع لنير، حيث سيشارك فيه المساهمون من جميع أنحاء العالم. يبدأ المشروع بتدريب نموذج صغير بحجم 500 مليون معلمة كخطوة أولى، وسينمو المشروع من خلال سبع مراحل، حيث تتطلب كل مرحلة مزيدًا من الخبرة والنماذج الأكبر.
- استخدام التكنولوجيا المتقدمة لحماية الخصوصية:
- ستستخدم نير بيئات التنفيذ الموثوقة (TEEs)، وهي مناطق آمنة داخل معالج الجهاز، للحفاظ على البيانات أثناء تدريب النموذج. وبهذه الطريقة، سيتمكن المساهمون من العمل دون التعرض لخطر تسريب البيانات أو تهديد الخصوصية.
- التمويل من خلال بيع الرموز المميزة:
- إنشاء نموذج ذكاء صناعي بهذا الحجم ليس أمرًا رخيصًا. تقدر نير أن المشروع سيكلف حوالي 160 مليون دولار. يخططون لجمع هذه الأموال من خلال بيع الرموز المميزة في سوق العملات المشفرة. عندما يتم استخدام النموذج للمهام (مثل إنشاء النصوص أو تحليل البيانات)، سيتم توزيع الأرباح على حاملي الرموز، مما يخلق دورة مستمرة من الاستثمار والنمو.
الكلمات الرئيسية التي يجب أن تتذكرها:
- بيئات التنفيذ الموثوقة (TEEs): مساحة آمنة داخل الكمبيوتر تحمي المعلومات الحساسة.
- بيع الرموز المميزة: بيع رموز العملات المشفرة لجمع الأموال لمشروع ما.
- التسييل: عملية تحويل المنتج أو الخدمة إلى مصدر دخل.
تحديات الذكاء الصناعي اللامركزي: لماذا هو مهم؟
يملك مؤسسا نير، إيليا بولوسوخين وأليكس سكيدانوف، رؤية كبيرة. إنهما يهدفان إلى استخدام التكنولوجيا اللامركزية، مما يعني أنه بدلاً من الاعتماد على خوادم ضخمة واحدة، يرغبان في استخدام شبكة من الحواسيب المنتشرة في جميع أنحاء العالم. هذه مهمة صعبة، لأن تدريب نموذج ذكاء صناعي ضخم عادة ما يتطلب آلاف وحدات معالجة الرسوميات (GPUs) في مكان واحد، وهو أمر مكلف ويؤدي إلى مركزية التحكم.
من خلال استخدام شبكة لامركزية، تأمل نير في منع أي شركة واحدة من التحكم الكامل في الذكاء الصناعي، مما يجنّب مستقبلاً قد تسيطر فيه شركة واحدة على كل شيء، مثل مراقبة الناس أو التأثير على القرارات الاقتصادية والاجتماعية.
إدوارد سنودن، المدافع الشهير عن الخصوصية، أكد على أهمية الذكاء الصناعي اللامركزي خلال المؤتمر. حذر من أنه إذا كانت شركة واحدة تتحكم في الذكاء الصناعي، فإنها قد تسيطر على الاقتصاد والمجتمع، مما يحول العالم إلى “دولة مراقبة عملاقة”. ولهذا السبب، فإن نهج نير يعتبر أمرًا حاسمًا؛ حيث يهدف إلى إبقاء قوة الذكاء الصناعي موزعة بين الناس، مما يتماشى مع فلسفة ويب 3، الإنترنت اللامركزي الذي يركز على التحكم والخصوصية.
الكلمات الرئيسية التي يجب أن تتذكرها:
- وحدة معالجة الرسوميات (GPU): مكون كمبيوتر يُستخدم لمعالجة البيانات المعقدة، وهو ضروري لتدريب الذكاء الصناعي.
- دولة مراقبة: مجتمع يتم فيه مراقبة الأنشطة الشخصية من قبل الحكومة أو الشركات.
- ويب 3: الجيل الجديد من الإنترنت، الذي يركز على اللامركزية والتحكم من قبل المستخدمين.
لماذا يجب أن تعرف هذا؟
فهم هذا المشروع مهم لأنه يسلط الضوء على مستقبل الذكاء الصناعي وتكنولوجيا البلوكشين. كأحد المهتمين بالتكنولوجيا والعملات المشفرة، يمكن أن يساعدك فهم هذه التطورات في:
- التعرف على الفرص الاستثمارية: الاستثمار في مشاريع مثل نير بروتوكول قد يكون خطوة ذكية، حيث تدفع هذه المشاريع حدود الذكاء الصناعي واللامركزية.
- تعلم الخصوصية واللامركزية: هذه المفاهيم ستكون أساسية في مستقبل التكنولوجيا. يمكن أن يمنح الذكاء الصناعي اللامركزي الناس مزيدًا من السيطرة على بياناتهم ويقلل من قوة شركات التكنولوجيا الكبرى.
- بناء قاعدة معرفية قوية: من خلال فهم كيفية عمل نماذج الذكاء الصناعي الكبيرة، وما هي المعلمات، وأهمية الشبكات اللامركزية، ستتمكن من فهم كيف يمكن أن تتطور التقنيات المستقبلية.
باختصار، نير بروتوكول لا يبني مجرد نموذج ذكاء صناعي ضخم، بل يحاول إعادة تشكيل مستقبل الذكاء الصناعي من خلال جعله مفتوحًا ومتاحًا للجميع ولامركزيًا. قد تكون هذه الخطوة حجر الزاوية نحو بيئة تكنولوجية أكثر شفافية وعدلاً.