معاناة البيتكوين في كسر الأرقام القياسية بعد النصف: ما الذي يعنيه ذلك لمتداولي العملات الرقمية؟

Copy link
URL has been copied successfully!

البيتكوين، التي كانت معروفة بقدرتها السريعة على التعافي والارتفاع بعد أحداث “النصف”، تواجه الآن تأخيرًا طويلًا في الوصول إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق. المتداول الشهير بيتر براندت أشار إلى هذه الظاهرة المقلقة بعد النصف، مما يزيد من إحباط المتداولين الجدد والقدماء على حد سواء. بالنسبة لأولئك الذين يتابعون كل حركة للبيتكوين، يبدو أن الدورة التقليدية من النصف يتبعها اكتشاف سعر جديد أصبحت خارج السيطرة.

في تحليله الأخير على منصة “X” (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، أشار براندت إلى أن أعلى مستوى حققته البيتكوين في عام 2021 عند 69,000 دولار لا يزال قائمًا على أساس معدل التضخم، مما يضيف مزيدًا من الأهمية لهذا المستوى كحاجز مقاومة يجب التغلب عليه في حالة انتعاش البيتكوين.

منظور براندت: طريقة جديدة لقياس دورات البيتكوين

بيتر براندت، المعروف بوجهة نظره الفريدة حول تحركات سعر البيتكوين، أوضح أن طريقته في تحليل دورات البيتكوين تختلف عن الطريقة التي يتبعها معظم المتداولين. فهو لا يبدأ القياس من تاريخ حدث النصف بل من أدنى مستوى للسوق الهابط الذي حدده في نوفمبر 2022. هذا التحليل يوضح أنه، بالرغم من الإثارة التي أحاطت بحدث النصف في أبريل، كان هناك تأخير غير مسبوق في عودة السوق إلى مرحلة “اكتشاف السعر”.

ماذا يعني ذلك للمتداولين؟ باختصار، البيتكوين يبدو أنها “تفتقر إلى الطاقة”، وفقًا لبراندت. الحماس والزخم الذي توقعه الكثيرون بعد حدث النصف قد تلاشى، والمتداولون يجدون أنفسهم الآن في حالة انتظار، يترقبون ارتفاعًا كبيرًا قد لا يأتي قريبًا. كما يشير تحليل براندت إلى أن أعلى مستوى على أساس معدل التضخم من الدورة الصاعدة السابقة لا يزال يمثل حاجزًا صعبًا يجب على البيتكوين تجاوزه.

الرحلة العاطفية لمتداولي العملات الرقمية

بالنسبة للعديد من المتداولين، هذا التأخير ليس مجرد أرقام على الشاشة، بل هو رحلة عاطفية مليئة بالإحباط والتوتر. بعد حدث النصف، كانت التوقعات مرتفعة، حيث توقع الجميع أن يرتفع البيتكوين ويتجاوز مستوياتها السابقة. لكن مع مرور الأسابيع والشهور دون أي حركة كبيرة، بدأ الإحباط يتسلل إلى نفوس المتداولين.

الأمور العاطفية تلعب دورًا كبيرًا هنا. الكثير من المتداولين يرون أن البيتكوين فشلت في تجاوز مستويات المقاومة الرئيسية. كل زيادة طفيفة في السعر تعطي أملًا كاذبًا، فقط لتعود السوق للتراجع مرة أخرى. هذا التأرجح المستمر جعل حتى أكثر المتداولين خبرة يشعرون بالضياع ويتساءلون عما إذا كانت الدورة التقليدية للبيتكوين بعد النصف ستتكرر هذه المرة.

السياق الأوسع: تأثير الاحتياطي الفيدرالي

يزيد من هذا الإحباط هو السياق الاقتصادي الأوسع. معاناة البيتكوين لا تحدث في فراغ. الأسواق المالية الأمريكية أيضًا تمر بفترة من التذبذب، حيث يواجه كل من مؤشر ناسداك وS&P 500 تحديات كبيرة. علاوة على ذلك، البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة تضيف مزيدًا من عدم اليقين إلى السوق، مع تقارير تشير إلى انكماش اقتصادي. وهذا ما يترك الكثيرين يتساءلون عن مدى تأثير قرارات الفائدة القادمة من الاحتياطي الفيدرالي على سعر البيتكوين.

منصة التحليلات على السلسلة “CryptoQuant” أصدرت مؤخرًا توقعات بأن خفض سعر الفائدة المتوقع في سبتمبر قد يسبب مزيدًا من المشاكل للبيتكوين. بينما يأمل بعض المتداولين في انتعاش قصير الأجل بفضل الشعور الإيجابي في السوق، هناك احتمال كبير بأن تستمر حركة البيتكوين المتقلبة حتى عام 2024.

ما الذي يجب أن يفعله متداولو العملات الرقمية الآن؟

بالنسبة للمتداولين، من المهم أن يفهموا أن دورة النصف للبيتكوين التي كانت تؤدي تقليديًا إلى مستويات جديدة قد لا تكون بهذه السرعة هذه المرة. قد يستغرق الأمر وقتًا أطول مما هو متوقع لكسر مستويات المقاومة وتحقيق اكتشاف جديد للأسعار. وكما أوضح تحليل براندت، لا تزال مستويات التضخم المرتفعة تجعل قمة 2021 حاجزًا مهمًا.

بدلاً من توقع عوائد فورية، يجب على المتداولين التحلي بالصبر والاستعداد لرحلة طويلة وشاقة. وبينما قد تقدم تخفيضات الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي بعض الراحة المؤقتة، تشير الإشارات العامة للسوق إلى أن الانتعاش الحقيقي للبيتكوين قد لا يحدث حتى عام 2025.

بالنسبة لأولئك الذين يستثمرون عاطفيًا وماليًا في البيتكوين، هذه الفترة تمثل تحديًا كبيرًا. الإثارة التي تحيط بإمكانيات البيتكوين لا تزال قوية، لكن الصبر سيكون مفتاح النجاح.