في غضون عام واحد فقط، قفزت ممتلكات الشركات العامة المدرجة من البيتكوين من 7.2 مليار دولار إلى 20 مليار دولار. هذا يعني زيادة بنسبة 200% تقريبًا، وهو مؤشر على شيء أكبر بكثير يحدث في عالم العملات الرقمية. هذه الشركات، التي كانت تتردد في السابق، أصبحت الآن تحتضن البيتكوين كجزء أساسي من استراتيجياتها، حيث تقود شركة MicroStrategy الطريق.
إذا كنت متداولًا في العملات الرقمية، فإن هذا يجب أن يجذب انتباهك. الشركات المدرجة في البورصة، التي كانت تنظر إلى البيتكوين بشكوك في الماضي، الآن تراهن بقوة على إمكانياته طويلة الأجل. على سبيل المثال، بدأت شركة MicroStrategy في أغسطس 2020 بشراء أكثر من 21,000 بيتكوين، وبحلول أغسطس 2024، زادت ممتلكاتها إلى 226,500 بيتكوين. هذا تحول كبير، مما يشير إلى أن البيتكوين لم يعد مجرد أصل مضارب، بل أصبح منافسًا جادًا كأصل احتياطي لخزينة الشركات الكبرى.
لماذا تراهن الشركات على البيتكوين؟
نتائج الاستطلاع الذي أجري على 200 مستثمر مؤسسي ومديري ثروات في أسواق رئيسية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا كانت لافتة للنظر. أظهر الاستطلاع أن 75% من المؤسسات التي استثمرت بالفعل في مجال العملات الرقمية تعتقد أن الشركات المدرجة في البورصة يجب أن تحتفظ بالبيتكوين. هذا يتجاوز الربح القصير الأجل؛ بل يتعلق برؤية البيتكوين كوسيلة لحماية أموالهم من تدهور العملات الورقية.
لا يخفى على أحد أن العملات التقليدية تفقد قيمتها بسبب التضخم. المستثمرون المؤسسون لاحظوا هذا، وهذا هو السبب في أن 26% منهم يدعمون بشدة استخدام البيتكوين كأصل احتياطي. إنهم يرون أن عرضه المحدود وطبيعته اللامركزية تجعله وسيلة مثالية للتحوط ضد تدهور العملات الورقية. لم يعد الأمر يتعلق بالمضاربة فقط، بل يتعلق بالبقاء في عالم تتدهور فيه قيمة الأموال باستمرار.
الثقة المتزايدة لدى المؤسسات:
كشفت شركة Nickel Digital، التي أجرت الاستطلاع، أن المستجيبين يديرون مجتمعين أصولًا بقيمة 1.7 تريليون دولار. هؤلاء ليسوا لاعبين صغار؛ إنهم عمالقة العالم المالي، وهم الآن يحتضنون البيتكوين. الأهم من ذلك، يعتقد 58% من هؤلاء المستثمرين أن 10% على الأقل من الشركات المدرجة ستحتفظ بالبيتكوين في ميزانياتها العمومية خلال السنوات الخمس القادمة. بينما توقع 8% أن ربع الشركات المدرجة ستضيف البيتكوين إلى ميزانياتها في نفس الفترة.
ماذا يعني هذا لمتداولي البيتكوين؟
بالنسبة للمتداولين، هذه أخبار مشجعة. كلما زاد عدد الشركات التي تحتفظ بالبيتكوين، زادت استقراره وقيمته المحتملة. هذا الاستثمار المؤسسي يعزز من قوة البيتكوين. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه الممتلكات تمثل فقط 1.6% من إجمالي العرض المتاح للبيتكوين، مما يعني أن هناك مجالًا كبيرًا للنمو.