الفائض التجاري القياسي للصين: نعمة لبكين وقلق للعالم

Copy link
URL has been copied successfully!

خبار كبيرة تأتي من الصين – مصانعها في حالة انتعاش، تصدّر المزيد من البضائع أكثر من أي وقت مضى، مما أدى إلى فائض تجاري قياسي في يونيو. تخيلوا أساطيل من السيارات الكهربائية، وعدد لا يحصى من الأجهزة المنزلية، وإمدادات لا تنتهي من الألعاب والملابس التي تُشحن للخارج. إنه مشهد مذهل!

ذكرت إدارة الجمارك الصينية أن الفائض التجاري لشهر يونيو بلغ 99 مليار دولار. في حين ارتفعت الصادرات، تراجعت الواردات، مع احتراس المستهلكين والشركات الصينية من الإنفاق. هذا الاختلال التجاري يعتبر سلاح ذو حدين. بالنسبة للصين، إنه فوز. تبقى المصانع مشغولة، ويستمر الاقتصاد في التحرك. لكن بالنسبة لبقية العالم؟ إنها قصة مختلطة.

لماذا القلق في الخارج؟ حسناً، تخشى الدول الأخرى من أن هذا الطوفان من السلع الصينية قد يضر بصناعاتها الخاصة، مما يؤدي إلى إغلاق المصانع وتباطؤ النمو الاقتصادي. رداً على ذلك، تقوم عدة دول مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والبرازيل، والهند، وتركيا بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية لحماية أسواقها.

هذا الفائض القياسي ليس صدفة. إنه يتجاوز الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله في يوليو 2022، عندما كانت الصين تتعافى من إغلاقات شديدة بسبب كوفيد-19. الآن، مع أزمة الإسكان التي تجعل المستهلكين الصينيين يشددون حزامهم، تعتمد البلاد أكثر على الصادرات للحفاظ على اقتصادها.

انخفضت الواردات إلى الصين بنسبة 2.3% في يونيو مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت حوالي 209 مليارات دولار. في المقابل، قفزت الصادرات بنسبة 8.6% لتصل إلى 308 مليارات دولار. هذا الاختلال أدى إلى فوائض تجارية كبيرة مع شركاء رئيسيين – 32 مليار دولار مع الولايات المتحدة و22.6 مليار دولار مع الاتحاد الأوروبي.

هذا الوضع يخلق ديناميكيات تجارية غير متوازنة بشكل خاص مع بعض الدول. على سبيل المثال، صادرات الصين إلى كينيا الآن أكثر من 40 مرة من وارداتها من تلك الدولة الأفريقية، التي تعاني من ديون ثقيلة واضطرابات اقتصادية.

يُشير براد سيتسر من مجلس العلاقات الخارجية إلى أن حجم السلع التي تصدرها الصين مذهل، على الرغم من انخفاض الأسعار. هذا يُظهر أن استراتيجية الصين لنمو اقتصادها من خلال الصادرات، وخاصة السلع المصنعة، في أوجها. لكن هذا النهج يسبب احتكاكاً مع الشركاء التجاريين الذين يقلقون من الاعتماد المفرط على المنتجات الصينية.

الصين، التي تنتج بالفعل ما يقرب من ثلث السلع المصنعة في العالم، تضاعف من هذا الاستراتيجية. وضع الرئيس شي جين بينغ هدفاً لتعزيز الإنتاج الصناعي باستخدام الأتمتة المتقدمة والروبوتات. يُنظر إلى هذا التركيز على الصناعة كوسيلة لموازنة أزمة الإسكان المستمرة، حيث تقوم البنوك بإقراض بكثافة للقطاعات الصناعية.

لذا، بينما قد يبدو الفائض التجاري القياسي للصين كفوز لبكين، فإنه يثير موجات من القلق حول العالم. بينما تدفع الصين قدماً بطموحاتها الصناعية، يراقب المشهد الاقتصادي العالمي عن كثب، مستعداً لتأثيرات تحركات هذا العملاق المقبلة.